لعبة المزرعة السعيدة لعبة الفراخ

ملخص دروس تانية باك مادة اللغة العربية



تمهيد:
لا يخفى علينا جميعا أن هناك تعددا في الدراسات النقدية التي تخوض في إشكالية الشعر الحديث، لكن رغم هذا التعدد تبقى دراسة أحمد المعداوي( المجاطي) من بين أبرز الدارسات النقدية وأهمها، التي تعرضت لظاهرة الشعر الحديث بالدرس والتمحيص،إلى جانب دراسات مجموعة من الشعراء النقاد نذكر منهم: أدونيس ومحمد بنيس وإلياس خوري وعبد الله راجع و… ونرى أن المعداوي قد قارب كل الجوانب التي تدور حول هذه الظاهرة، اذ تعتبر مقاربته هذه محط اهتمام العديد من المفكرين والأدباء، ليس فقط على الصعيد الوطني بل حتى الصعيد العربي.
ومن المعلوم أن أحمد المعداوي قد تميز في دراساته الأدبية النقدية، ولاسيما في كتابيه: ” ظاهرة الشعر الحديث” و”أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث” بخبرة كبيرة في الطرح والتحليل وجدية المقاربة، التي تجمع بين التأريخ والتنظير والتحليل وممارسة النقد.
يحوي هذا الكتاب 171 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم قسمين رئيسيين: الأول بعنوان: نحو مضمون ذاتي، والثاني بعنوان: نحو شكل جديد. أما عدد الفصول فهي أربعة، وردت على الشكل الأتي:
الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث
الفصل الثاني: تجربة الغربة والضياع
الفصل الثالث: تجربة الحياة والموت
الفصل الرابع: الشكل الجديد



ويلاحظ أن الكتاب تلخيص لما قدمه المؤلف في رسالته الجامعية “حركة الشعر الحديث بين النكبة والنكسة (1947-1967م)”، وما كتبه في أطروحته الجامعية عن “أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث”، ،ويعني هذا أن الكتاب ما هو إلا توفيق بين أطروحاته الواردة في رسالته الجامعية، وأطروحته التي أعدها لنيل دكتوراه الدولة في الأدب العربي الحديث.
سنحاول الاقتصار في عرضنا على الفصل الأول من الكتاب، المعنون ب "التطور التدريجي في الشعر الحديث"، لكن قبل الخوض في تفاصيله، دعونا نشير إلى أهم المحطات في حياة صاحب هذا الكتاب الذي بين أيدينا أحمد المعداوي المعروف بالمجاطي.
فهو من مواليد سنة 1936م بالدار البيضاء، تلقى دراسته الابتدائية والثانوية بين الدار البيضاء والرباط،. حصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق، كما نال دبلوم الدراسات العليا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1971م تحت إشراف الدكتور أمجد الطرابلسي، وكان موضوع رسالته: “حركة الشعر الحديث بين النكبة والنكسة (1947-1967م)”، كما حضّر دكتوراه الدولة حول أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث، وقد مارس أحمد المعداوي الملقب بأحمد المجاطي كتابة الشعر والنقد، كما امتهن التدريس بجامعة محمد بن عبد الله بفاس منذ 1964م ، وبعد ذلك انتقل للتدريس بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط،، وكان من المؤسسين الأوائل لحركة الحداثة في الشعر بالمغرب، وقد فاز بجائزة ابن زيدون للشعر التي يمنحها المعهد الإسباني/ العربي للثقافة بمدريد لأحسن ديوان بالعربية والإسبانية
لعام 1985م على ديوانه الشعري “الفروسية”. كما فاز بجائزة المغرب الكبرى للشعر سنة 1987م، وانتخب رئيسا لشعبة اللغة العربية بكلية الآداب بالرباط منذ 1991م، وكان عضوا بارزا في تحرير مجلة” أقلام” المغربية التي كان يترأسها كل من عبد الرحمن بن عمرو وأحمد السطاتي ومحمد إبراهيم بوعلو، ومثل المغرب في مهرجانات عربية عدة…
الفصل الأول: التطور التدريجي في الشعر الحديث
يؤكد أحمد المعداوي في الفصل الاول من الكتاب أن حركة تطور الشعر العربي مرهونة بتوفر شرطين أساسيين هما:
1- الاحتكاك الفكري بالثقافات والآداب الأجنبية:
وقد تحقق شرط الاحتكاك الفكري في الشعر العربي منذ العصر العباسي والأندلسي، فأثمر تجارب متميزة نمثلها بالمتنبي وأبا نواس والمعري وبشار ابن برد، كما تحقق هذا التطور فنيا في شعر الموشحات الأندلسية على مستوى الإيقاع العروضي، أما العصر الحديث فأثمر تيارات تتفق على الخروج بالشعر من إطار التقليد إلى حدود التجربة الذاتية.. وفي هذا الصدد يقول أحمد المجاطي:" غير أنه لابد من القول بأن الشاعر العربي لم يكن يتمتع من الحرية بالقدر المناسب، ذلك أن النقد العربي قد ولد بين يدي علماء اللغة، وأن هؤلاء كانوا أميل إلى تقديس الشعر الجاهلي، وأن المحاولات التجديدية التي اضطلع بها الشعراء في العصر العباسي، لم تسلم من التأثر بتشدد النقد المحافظ. لا، بل إن هذا النقد هو الذي حدد موضوع المعركة واختار ميدانها، منذ نادى بالتقيد بنهج القصيدة القديمة، وبعدم الخروج عن عمود الشعر، فأصبح التجديد بذلك محصورا في التمرد على هذين الشرطين، وفي ذلك تضييق لمجال التطور والتجديد في الشعر العربي".
2- التوفر على قدر من الحرية كي يعبر الشعراء عن تجاربهم :
إلا أن غياب شرط الحرية ضيق مجال التطور في الشعر العربي، خاصة عند هيمنة علماء اللغة على النقد الأدبي وقدسوا الشعر الجاهلي، وجعلوا من قصائده المثال والنموذج المحتذى، مما فرض على تيارات التجديد التدرج في تطوير الشعر العربي.
وقد عرف الشعر العربي الحديث حركات تجديدية كثيرة، ارتبطت بنكبة فلسطين وهزيمة 1967 التي زعزعت الوجود العربي التقليدي، وفسحت مجالا واسعا للحرية ، مما هيأ المجال لظهور حركتين تجديديتين في الشعر العربي الحديث:
- حركة اعتمدت التطور التدريجي في مواجهة التقليد (التيار الذاتي: الديوان، الرابطة القلمية، جماعة أبولو).
- حركة ظهرت بعد انهيار التقليد وكان التجديد عندها قويا وعنيفا، يجمع بين التفتح على المفاهيم الشعرية الغربية والثورة على الأشكال الشعرية القديمة، بغرض التعبير عن مضامين نجمت عن معاناة الشاعر وواقعه الذي تشكل هزيمة 1967 ونكبة فلسطين 1947، إضافة إلى الشعور بالاغتراب في عالم بدون أخلاق (الشعر الحر).
وبهذا الصدد يرى المعداوي أن الاتجاه إلى الذاتية جاء بمثابة رد على الحركة الإحيائية، التي اتجهت نحو محاكاة الأقدمين دون أن تولي ذات الشاعر أهمية كبرى، ووقفت وراء هذا الاتجاه جملة من العوامل والأسباب:
عوامل تاريخية: تتجلى بالأساس في امتداد الرغبة في التطوير عبر العصور، واتساع مجال التفتح على ثقافات الأمم الأخرى.
عوامل فكرية : ونجملها في التشبع بالمفاهيم الشعرية الغربية(عامل مؤيد)، وهيمنة علماء اللغة على النقد العربي (عامل معارض).
عوامل سياسية : متمثلة في أن غياب الحرية فرض وتيرة التدرج في تطور الشعر العربي(عامل معارض)، كما أن نكبة فلسطين شجعت على التحرر والثورة بكل قوة وعنف(عامل مؤيد).
عوامل اجتماعية: وتتمثل في التشبث بالوجود العربي التقليدي المحافظ(عامل معارض)، وكذا انهيار عامل الثقة في الوجود 

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لك أخي محمد على الدرس
    وفقك الله

    ردحذف

لعبة من سيربح المليون لعبة زوما