الكونغريس العالمي الأمازيغي وأحداث الريف
ماسين حرتيت ــ مليلية
عضو الكونغريس العالمي الأمازيغي
إن المتتبع للشأن الأمازيغي بشمال أفريقيا لن يجد صعوبة كبيرة في ملاحظة انعزال المنظمة الأمازيغية العالمية عن هموم الشعب الأمازيغي الذي يعاني الأمرين جراء القمع الممنهج ضده من طرف الأنطمة السلطوية التي لا تتردد في سحق الشعب الأمازيغي، بل ومحاولة إبادته أحيانا، في اختراق سافر لكل المواثيق الدولية ومعاهدات الحقوق الكونية التي تحفظ إنسانية الإنسان، بغية حفاظ الطغاة على كراسيهم الوثيرة...
فقد لاحظ القاصي والداني كيف تعامل الكونغريس العالمي الأمازيغي مؤخرا مع الأحداث التي هزت الرأي العام المحلي/ الوطني والدولي بآيث بوعياش، إمزورن، بوكيدان... حين ظلت المنظمة الأمازيغية تتابع من الأبراج العاجية ما يجري ويحدث بالريف من قمع وحشي من طرف أجهزة القمع المغربية التي انتهكت كل المواثيق والتعهدات الحقوقية والقانونية الدولية، وهو ما يؤشر على دخول المنظمة التي يرأسها الليبي "فتحي بنخليفة" في منعرج خطير سيؤدي إلا فقدان مصداقية المنظمة لا محالة بحكم ميلها إلى الليونة واللعب على التوافقات مع أنظمة شمال أفريقيا التي يغلب على معظمها طابع الديكتاتورية، بل والأكثر من هذا أصبحت المنظمة في الآونة الأخيرة بمثابة "قناة لتصريف مواقف الدولة المغربية" في القضية الأمازيغية على المستوى الدولي بحكم طبيعة العلاقة التي تجمع بين قياديي المنظمة المذكورة بالماسكين بزمام السلطة بالمغرب، وهنا يُطرح إشكال تمثيلية الشعب الأمازيغي من طرف المنظمة المذكورة، فقد لا حظ الجميع تطبيق الكونغريس العالمي للصمت جراء كل ما حدث بالريف من قمع وترهيب واحتقار الشعب الريفي الأمازيغي، بل والأكثر من هذا -وهنا أتحدث كعضو داخل التنظيم- عقد الكونغريس لقاءا بالرباط في خضم أحداث الريف، ولم يتم ذكر أحداث الريف رغم أنني شخصيا كنت قد راسلت قبل يومين من اللقاء المذكور كل مسؤولي المنظمة - أنظر نسخة الرسالة الالكترونية التي بعثتها بتاريخ 08 مارس- ، وهكذا انعقد اللقاء بتاريخ 10 مارس دون ذكر ما يقع بالريف ولو على سبيل الإخبار، وبالتالي انضم الكزنغريس العالمي الأمازيغي إلى قائمة الأطراف التي تحاصر إعلاميا الريف والريفيين، وهو ما يؤكد بالملموس عدم اهتمام المنظمة بالريف إلا لأجل البحث عن شرعية تتآكل يوم بعد يوم لمنظمة فاقدة للشرعية بعد انقاسمها واتجاه كل طرف لخدمة مصالحه الخاصة ومصالح بلدان سلطوية لم تستوعب بعد حق الشعب الأمازيغي في الوجود.
مؤخرا، بتاريخ 27 مارس، وبعد أن هدأت الأوضاع، زار بعض أعضاء الكونغريس وعلى رأسهم رئيس المنظمة، وهذه الزيارة تندرج في إطار المحاولات الفاشلة لذر الرماد في عيون الريفيين، ومحاولة الركوب على معاناة أبناء الريف، على اعتبار أن الكزنغريس لم يقم بأي تحرك عندما كان الريفيون العزل يواجهون آلة القمع المخزنية المجهزة بالعدة والعتاد اللازمين لسحق ما تبقى من الشعب الريفي الأمازيغي الذي رفع راية إمازيغن عاليا في الداخل والشتات.
وتجدر الإشارة إلى أن البيان الذي صدر من طرف الكونغريس جاء بعد اتصالات مكثفة أجريتها مع لونس بلقاسم باعتباره مسؤولا بالمنظمة، وقد أكد بكونه لم يكن على علم بأحداث الريف رغم مشاركته في لقاء الرباط الذي جمعه بمجموعة من أبناء الريف الذين يدعون دفاعهم عن الريف والريفيين في حين لم يكلفوا أنفسهم عناء إيصال معاناة الريف إلى الرأي العام....
في ظل هذه الوضعية الشاذة كيف يريد الكونغريس العالمي الأمازيغي أن يحصل على شرعية شعبية بالريف ما دام غائبا عن كل التحركات التي هزت الرأي العام الوطتي والدولي؟ وأية علاقة يمكن أن تربط بين ما يدعي تمثيله للأمازيغ وهو غائبا كليا عن همومهم اليومية والشعب الأمازيغي الذي يتواجد في الميدان في مواجهات مباشرة مع الأنظمة السلطوية بشمال أفريقيا؟
إن المرحلة الحالية تفرض إعادة النطر في طريقة اشتغال الكونغريس وعلاقتهم بالشعب الأمازيغي في ثامزغا.
0 التعليقات: