لعبة المزرعة السعيدة لعبة الفراخ

الوجه الثقافي واللساني للهوية الأمازيغية




الثقافة الأمازيغية شفهية أساسا
كل هذه التحفظات على فكرة وجود ثقافة أمازيغية موحدة لا تتعارض مع فكرة وجود قواسم ثقافية مشتركة بين المجموعات البشرية الناطقة بالأمازيغية. صحيح أن بعض هذه القواسم موجود حتى في الثقافة العربية المغاربية لكن منشأها الأمازيغي أمر لم يعد يقبل الجدل.
وتتجلى الجذور الأمازيغية للثقافة العربية الشمال أفريقية في ميادين عدة كالموسيقى والرقص والحكايات الشعبية وفن الزخرفة والصناعات الحرفية. كما تتجلى طبعا في اللهجات العربية المغاربية. إذ يقول عالم اللسانيات الجزائري فضيل شريقان "إذا كانت عربية شمال أفريقيا قد استعارت جزءا كبيرا من مفرداتها من العربية الفصحى, فإن بنيتها النحوية والصوتية تعود بأصولها إلى تمازيغت"(3).
وبحكم كون الثقافة الأمازيغية ظلت لقرون طويلة ثقافة شفهية في المقام الأول(4)فإن الحكايات والأمثال والحكم الشعبية هي التي تمثلها اليوم أبلغ تمثيل على المستوى اللغوي. وما زال الشغل الشاغل للباحثين في ميدان اللغة الأمازيغية هو كتابة هذا الإرث الشفهي ونشره في الكتب والمجلات المختصة (مجلة "أوال" الجزائرية مثلا) وكذا مواقع الإنترنت(5).
أما على مستوى العادات والتقاليد الثقافية فتتجلى هذه الثقافة في فن طبخ تقليدي وطقوس اجتماعية عديدة (حفلات الزفاف.. إلخ) وأعياد زراعية(6) يحتفل بها إلى يومنا هذا وأشهرها عيد "يناير" (12 يناير/ كانون الأول) أو رأس السنة الأمازيغي المشترك بين كل الناطقين بالأمازيغية.
وقد حافظ العديد من الضروب الشعرية الأمازيغية على وجوده حتى يومنا هذا، ومن بينها النوع الغزلي المسمى "إيزلي"(7) و"الأهليل" وهو قصيدة دينية ابتهالية معروفة في مناطق كثيرة ناطقة باللغة الأمازيغية (الجزائر، جنوب المغرب.. إلخ). كما يعرف الشعر الأمازيغي أنواعا أخرى كالقصائد الملحمية والسياسية والفلسفية.
ومن الواضح تغلب الصبغة الشفهية على الشعر الأمازيغي، لذا فهو أساسا شعر إنشادي أو غنائي، وكما يؤكد ذلك الباحث الجزائري يوسف نسيب فإن هذه النتاجات الشعرية الأمازيغية قلما تكون فردية بل هي في الغالب "ظاهرة لا يمكن فصلها عن الثقافة الجماعية ويجب أن تدرس في إطار صلتها بحياة الجماعة"(8).


الرقص والموسيقى وفن الزخرفة
تمثل الرقصات الأمازيغية القديمة تشكيلة بالغة الغنى، ومن بين هذه الرقصات المعروفة في المغرب "تيسيت" التي يؤديها راقصان أو ثلاثة، و"أحويش" وهي رقصة جماعية(9).. إلخ. أما بالجزائر فإن رقصة "الترحاب" ما زالت تمارس في الاحتفالات العائلية أو القروية في الأوراس والمناطق المحاذية له، مثلها مثل الرقصة التقليدية النسائية القبائلية.
كما أن من العناصر التي تكون الهوية الأمازيغية حاليا موسيقى ذات أصول قديمة تمتزج فيها تأثيرات متنوعة (عربية ومتوسطية وزنجية). وقد نالت هذه الموسيقى شهرة عالمية بفضل الجرأة الخلاقة لمغن مثل إيدير، ولوجود جاليات أمازيغية معتبرة في أوروبا وأميركا.
وتتطور هذه الموسيقى وتتعصرن جنبا إلى جنب مع "أغنية ملتزمة" يمثلها في الجزائر مغنون مثل معطوب الوناس وفرحات مهني وفرق موسيقية أسماؤها في حد ذاتها تلمح إلى تعلقها بالدفاع عن ثقافتها "المهددة بالزوال" (فرقة إيمازيغن وفرقة "إيزوران" – الجذور- مثلا), وقد تطورت هذه الأغنية الملتزمة أساسا مع ظهور الحركة المطالبة باسترداد الهوية الأمازيغية في سنوات السبعينيات والثمانينيات.
كما احتفظت الثقافة الأمازيغية بفن زخرفي موغل في القدم, و"يتجلى هذا الفن الزخرفي العريق في نسيج الزرابي وصناعة الخزف حيث يتخذ شكل رسوم هندسية تستعمل في أغلب الأحيان حروف أبجدية التيفيناغ"(10). كما أن الصناعات الحرفية من ذهب وفضة وغيرهما عنصر آخر لا يمكن تجاهله من عناصر هذه الثقافة بل وهي إحدى الوسائط التي بدأت تعرف بها على المستوى العالمي.





0 التعليقات:

لعبة من سيربح المليون لعبة زوما